أتقدم بأطيب التهاني لجميع السيدات في تركيا وفي كافة دول العالم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف 8 آذار/مارس. ويحل هذا اليوم الهام على تركيا وعلى جميع شعوب العالم في كل عام، حيث أنه يشكل مناسبة هامة للتأكيد على أهمية حقوق الإنسان لدى المرأة ودورها في الحياة الاجتماعية وعلى المساواة بين الجنسين.

وفي اليوم العالمي للمرأة لهذا العام، يتم التركيز على المشاكل التي تواجه المرأة الريفية بشكل خاص، وذلك في إطار الشعار الذي وضعته وحدة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (


UN Women). فالمشاكل التي تعاني منها المرأة الريفية والتي تشكل جزءاً هاماً من سكان العالم، كعدم المساواة في الأجور، وعدم توفر فرص العمل المؤهلة، وعدم الاستفادة من البنى التحتية والخدمات، وعدم كفاية الحماية الاجتماعية، هي في الأساس مشاكل مشتركة لدى البشرية جمعاء. والمجتمع الذى يحرم النساء والفتيات في المناطق الريفية من فرص التعليم والرعاية الصحية، ولا يضمن لهم حياة خالية من العنف وسوء المعاملة، ولا يقدر ما تقوم بها المرأة من أعمال ويتجاهل كفاءتها وإسهاماتها في الإنتاج، لا يملك أية فرصة في أن يتبوأ مكانته بين المجتمعات المتقدمة.

وقد وضعت تركيا هدفاً لنفسها يتمثل في تطوير حقوق المرأة ومستوى معيشتها، وزيادة مشاركتها في الحياة السياسية وفي آليات القرار والتشغيل، وتعزيز مكانتها في المجتمع، والقضاء التام على كافة أشكال العنف ضد المرأة والفتيات. وفي هذا الإطار، تم في السنوات الأخيرة في تركيا القيام بأعمال شاملة في جميع المجالات ابتداء من التعليم وصولاً إلى الصحة، ومن الحياة العملية إلى التمثيل السياسي.

كما قادت تركيا التحضيرات المتعلقة باتفاقية المجلس الأوربي حول منع ومناهضة العنف ضد المرأة والعنف الأسري ومكافحته، والتي تسمى أيضاً باتفاقية إسطنبول التي تعتبر أول وثيقة دولية في مجال منع ومناهضة العنف ضد المرأة، حيث كانت تركيا أيضاً أول دولة صادقت على هذه الاتفاقية. وفي الوقت نفسه تستضيف تركيا ومنذ عام 2014، المكتب الإقليمي لوحدة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة (




UN WOMEN) في أوروبا وآسيا الوسطى، الذي تم افتتاحه في إسطنبول، وتقدم الدعم الكامل للأعمال التي تقوم بها هذه المؤسسة على كافة الصعد.

كما تواصل وزارة الخارجية التركية الإسهام بشكل كبير في الفعاليات التي يتم تنظيمها في المحافل الدولية فيما يخص القضايا التي تهم المرأة، ولعب أدوار ريادية على صعيد المصادقة على القرارات المتعلقة بحقوق المرأة والتي يتم تناولها في الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون الأوربية والمجلس الأوربي، وذلك بما يتماشى مع الأهداف التي وضعتها تركيا في هذا الخصوص. وعلاوة على ما تقدم، قادت تركيا أيضاً الجهود التي تكللت بإنشاء المجلس الاستشاري للمرأة ضمن منظمة التعاون الإسلامي.

ونعرب عن فخرنا واعتزازنا لتولي 78 سيدة من العاملات لدى وزارة الخارجية التركية مناصب إدارية عليا في مبنى الوزارة في أنقرة، ومناصب إدارية في خارج البلاد بصفة سفيرة وقنصل عام.